بحث عن أثر الطلاق على الأطفال وتداعياته
الطلاق وتأثيره على الأطفال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”. بدأت بهذا القول لأظهر مدى أهمية هذا الموضوع حيث أن الله عز وجل شرع الطلاق عند الأضطرار الملح والموجب.
و لا بد من الإشارة إلى ضرورة التدرج بالحلول قبل الوصول إلى الطلاق لأنه غير محبب في الشريعة الإسلامية، ويجب أن يكون الحل الأخير حيث لا علاج للمشاكل إلا بالطلاق، في هذه الحالة يكون الطلاق الحل الأمثل. لما يتركه من آثار تنعكس أولا وأخيراً على الطفل نفسيته، سلوكياته، تعاطيه مع محيطه، دراسته أي بمعنى أكثر شمولية على جميع نواحي حياته، تتبعثر حياة الطفل عند حدوث الطلاق وفق كل المعطيات الإيجابية التي يحاول الأهل جاهدون في أن يقدمنوها لأطفالهم، الطلاق هو تفكك أسري، تشرذم للعائلة وإنهيار لنفسية الطفل حيث أن الأطفال ضحايا الطلاق.
الطلاق وتأثيره على الأطفال هو الموضوع الذي سأتناوله بشكل مفصل ودقيق عبر منصة مفيد التي عودتكم يإختيار كل ما هو مفيد لكم، تعالوا معي.
ما هو الطلاق؟ بحث عن أثر الطلاق على الأطفال
الطلاق هو التحرر من الشيء والتحلل منه أي بمعنى آخر هو التحرر من القيد، أي إنفصال عقد الزواج وطبعاً هناك العديد من الأسباب التي أدت للوصول إلى الطلاق حيث أن لكل شخص أسبابه وظروفه وهي متعددة، بإختصار عدم قدرة التواصل بين الزوجين بشكل إيجابي يقود إلى الطلاق إلى جانب إنعدام الحوار والوعي بين الطرفين مما يفاقم المشكلة. تم الطلاق وإنحلت مشكلة الزوجين ولكن الأهل لم يكترثوا لهذا العبء الثقيل الذي رموه على عاتق أطفالهم وحملوهم أكثر من مقدرتهم على الإحتمال.
ينتج عن هذا الطلاق مخلفات وتأثيرات تنعكس على الأطفال بنسب متفاوتة حيث أنها تختلف من طفل إلى آخر حسب عمره، نضجه، شخصيته وطبيعته وتبدأ التأثيرات تظهر في مدى تقبله للوضع، هل الطفل يشعر بالإرتياح لطلاق والديه أم إنه يدعي ذلك، مهما حاول الأهل أن يحضروا الطفل نفسياً لهذه الخطوة (الطلاق) فلا مفر من ترك بصمتها وتأثيرها على الأطفال بطريقة مباشرة أو عكس ذلك، حيث أن الطفل الذي يعيش حياة مستقرة في كنف والديه ويتعرض لضغوط نفسية فكيف الحال في الإنفصال حيث أن كل معطيات حياته تغيرت وتبدلت لدرجة تفوق قدرته على تحملها لذا تقود إلى تأثيرات تنعكس على الأطفال.
اقرأ المزيد: دور الأخت الكبرى في الأسرة
تداعيات الطلاق على الأطفال
“الأباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون” هذا بالضبط ما ينطبق على الأولاد بعد إنفصال والديهم، ينفصل الأباء نتيجة فتور العلاقة بينهما فيدفع الأطفال ضريبة هذا الأمر بعد طلاق ذويهم، مما يؤثر على نفسية الطفل بالكبت والإنطواء أو تنعكس ردات فعله سلوكية إنفعالية ولا يقف الموضوع عند هذا الحد بل يؤثر على الاطفال من عدة جوانب منها:
- يشعر الطفل عند إنفصال أهله بالخسارة وكأنه فقد كل شيء المنزل أي الأمان، الرعاية المحبة فيشعر بالصدمة وكأنه خسر حياته بأكملها.
- بعد طلاق الأهل يضطر الأطفال إلى الإنتقال للعيش في منزل الجدة أو يتزوج الأب مما يفرض على الطفل تقبل أفراد جدد والعيش معهم مما يؤثر على نفسية الطفل.
- القلق الذي يرافق الطفل بعد طلاق الأهل فيشعر إنه كما خسر واحداً من والديه فسيخسر الثاني حيث يراوده القلق ويوثر على حياته.
- تصيب الطفل حالة من الحقد تجاه أحد الوادين لإعتقاده أنه كان السبب في الإنفصال.
- الإحساس بالإحباط وفقدان الأمان وبأنه منبوذ.
- يوثر التشتت الذي يعيشه الطفل بين والديه على نفسيته بشكل كبير.
الطلاق وتأثيره على الأطفال
أولا: الإرشادات التي تساعد الطفل على تخطي الحالة نوعاً ما
يحتاج الأولاد بعد إنفصال والديهم إلى وقت طويل لكي يتعودوا على تقبل الواقع والتأقلم معه. لذا عليكم بمساعدتهم، رعايتهم وإرشادهم إلى الصح. وإبعادهم عن بؤرة الصراع، سأقدم بعض الإرشادات بشكل عام :
- لا تضع ولدك سواء كان طفلاً أم مراهقا” في وضع حرج ولا تخيره للعيش عند أحد الوالدين، بل التركيز على أهمية ودور كل منهما في حياة الطفل.
- أحد أسباب الصراع هي عندما نسأل الولد بعد ذهابه إلى زيارة أمه عما فعلت وغيره من الأسئلة الإستجوابية.
- عدم إستخدام الطفل كوسيلة للضغط على الطرف الآخر مثلاً كالحرمان من رؤيتة الطفل.
- عدم إنتقاد الشريك الآخر أو التحدث عنه بالسوء أمام الطفل
- لا تثقل كاهل الطفل بالطلبات ولا تجعل منه بديل الشريك من خلال إعطائه واجبات وتكليفه بأمور ينجزها.
- كونوا مثال جيد لأطفالكم حيث أن لا يلغي أحد الأطراف دور الآخر مع كامل الإحترام مهما ساءت الأمور لما له من تأثير مباشر على الطفل وسلوكه.
ثانياً: التأثير على سلوك الطفل ونفسيته
ما زلنا نتحدث حول الطلاق وتأثيره على الأطفال، وتظهر على الطفل مشاكل نفسية وسلوكية من خلال تأثره بمشاكل ونزاع الوالدين، بعد إنفصال الوالدين تتفاقم الحالة وتنعكس على سلوكيات مستحدثة جاءت نتيجة القلق، الخوف من المستقبل المجهول، عدم الأمان، الحرمان العاطفي. فتترجم بسلوكيات طفولية كالتبول الليلي، العناد وتغيير الطباع حيث أنها تأتي عادة بعد ملاقاة الطفل بأبيه أو بأمه المنفصلة البعيد /ة عنه، أما المراهق فيعيش حالة من العزلة والإنطواء بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في الدراسة وإضطراب نفسي وسلوكي.
ثالثاً: طرق المساعدة أو الحل
على الوالدين المنفصلين الأب والأم أن يتفاهما ويتعاونا من أجل مصلحة أولادهم، وفي أن يمدوا يد العون لأطفالهم، سبحان الله بالفطرة يوجد في كنف العائلة طفل مدافع عن أبيه وآخر عن أمه، يمكنكم مساعدتهم وفقاً لما يلي:
- إحساس الطفل أنه ما زال يعيش بين والدين يحبونه ويخافون على مصلحته ويغمرانه بالحب والأمان الذي يحتاجه.
- يجب على الأهل أن يكونوا السند لأطفالهم وأن يزيلوا القلق الذي ينتابهم. وشعورهم بأنهم موجودين دائماً لتقديم العون والدعم للطفل.
- توجيه الطفل إلى أن مسؤولية الإنفصال تقع على عاتق الأهل والأطفال غير معنيين بها.
النصائح التي تفيد الطفل
التكلم مع الطفل بصراحة ووضوح حول مختلف المواضيع وعدم الإستهتار به حيث أن من حقه التعبير عن رأيه، النقاش والإستفسار عن تساؤلاته وإعطائه أجوبة واضحة.
- جعل الطفل يشعر بأنه ما زال محبوب ومرغوب بوجوده من قبل والديه وإعطائه الأمان والرعاية الدائمة.
- تخصيص وقت من قبل الوالدين للطفل كالقيام بأنشطة والإستمتاع بالوقت سوياً، هذا الأمر الذي يدعم الطفل نفسياً ومعنويا”.
- تنظيم وقت ملاقاة الطفل أو رؤيتك له وإعتباره الموعد الأهم في حياتك. لا تتأخر عن الموعد ولا لأي سبب من الأسباب.
- الإصغاء والإستماع إلى وجهة نظر الطفل بكل إهتمام ولكن لا بد من الحزم في أن إتخاذ القرارات تكون للأهل.
- من النقاط المهمة هو التركيز من قبل الأب على دور الأم في تربيتها للطفل ومتابعتها له. والعكس صحيح بالنسبة للأم من حيث دور الأب إحترامه وعدم تخطيه.
- إلقاء الضوء على أن الحياة لا تتوقف بإنفصال الوالدين وكل شي سيتابع كالمعتاد من إلتزامات، نشاطات وغيرها.
- المحافظة قدر المستطاع على ما إعتاده الطفل دون المبلاغة في التغير. إذا حصل ذلك لأنه يعكس على نفسية الطفل من خلال تفكيره بأهله هل هم سعداء أم لا؟ يعيشون بسلام؟ كل هذا يترك أثر على نفسية الطفل.
- في حال عدم تجاوب الطفل أو التكيف والإستمرار بالطباع الصعبة والإنطواء. يجب إستشارة الطبيب النفسي المختص بالأطفال برفقة الوالدين معا” لمساعدة الولد على تجاوز الأزمة وتخطيها.
في النهاية تعرفنا اليوم على مقال حول الطلاق وتأثيره على الأطفال، ولا بد من الإشارة إلى ضرورة إبقاء الحوار، التفاهم والإحترام هي العناصر الأساسية للأهل حتى بعد الإنفصال لما له من مؤثرات تنعكس تباعا” على الطفل. وعلى الوالدين أن يتذكروا دوماً أنهم سيجتمعون في كافة مناسبات طفلهم، فيجب أن يكونوا قدوة لهم.
اقرأ المزيد: فن التعامل مع الزوج العصبي