مجتمع

دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال

دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال المرأة عنوان شامل يحمل في مضامينه كل معاني الحياة.

المرأة الجدة، الأم،الخالة، العمة، الزوجة، الأخت، زوجة الأخ، الأبنة لا يوجد منزل إلا وفيه إمرأة.

هي أساس المجتمع وعماده، هي المربي الأول للأجيال ومن خلالها يتعرف الطفل على كافة معطيات الحياة وأسسها.

المرأة محط إهتمام الجميع وشغلهم الشاغل، نجد علماء النفس والإجتماع يحللون في شخصية المرأة ومحور تفكيرها.

دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال

إستطاعت المرأة من أن تشق طريقها خاصة في مجتمعنا العربي الذكوري الذي يسعى دوماً إلى تهميشها وتطنيشها، فأثبتت نفسها وأتقنت دورها وعملها في كافة الميادين وعلى نطاق واسع كما أثبتت كفائتها في سوق العمل، فبرز ذلك إقتصاديا” إجتماعيا” سياسيا” قضائيا” وفي التربية والتعليم، المنظمات والجمعيات وإحتلالها مركز الصدارة في المنزل كصاحبة السلطة العليا التي تدير المنزل بطريقة منظمة ولم يسبقها إليها أحد…

المرأة الحنونة اللطيفة، مرهفة الحس والمشاعر التي تحيط أطفالها بالرعاية والحنان فتعطيهم الأمان. وحدها المرأه قادرة في أن توفق بين عملها ومنزلها هذا الركن الدافء الذي يحسس الأطفال بالطمأنينة. وأن تفصل حتى في شخصيتها ما بين البيت والعمل.

الأهم عند المرأة هو أسرتها  تعمل جاهدة للحفاظ على هذه الأسرة تحمي بيتها كالعنكبوتة وتنسج خيوط دفاعية حوله لتمنع من خرابه.

تضحي، تتحمل، تتعذب، تعاني نعم، كل هذا وأكثر من أجل أسرتها.

المرأة التي تنعم بهذا الدور وتكون أم وملكة متربعة على عرش منزلها تأكدوا  أنها لا تتنازل عن هذا بسهولة إلا إذا كان هناك ما أجبرها على فعل ذلك، بإرادتها او غصباً عنها، وإن أفصحت عن الأمر أو تحفظت عنه لسبب أو لأخر فذلك لأنها خلوقة، راقية ومترفعة ولا يمكن أن تكون إلا بموقعها الصحيح.

دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال
دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال

اقرأ المزيد: فن التعامل مع الناس بذكاء والتأثير فيهم

رأي الإسلام في دور المرأة وتربية الأجيال

الإسلام أنصف المرأة وأعطاها مكانتها الحقيقية ولم يقلل من قدرها أو شأنها وقيمتها بل على العكس عزز مكانتها ودورها خاصة في تربية الأجيال والناشئة. 

خاطب الرسول عليه السلام الناس قائلا:” أيها الناس إتقوا الله في النساء، إتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا” 

يولي الإسلام للمرأة مسؤولية الأسرة كونها الراعية الأولى لهم والمشرفة على تربيتهم تربية صالحة وتعليمهم الآداب وتزرع الدين في نفوسهم ترشدهم إلى العقائد وتجعل هدفهم الوحيد وملجأهم هو الدين. يقول النبي عليه السلام” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”

أرشد الإسلام المرأة  وأهداها إلى الخير وأنار دربها لتقوم هي بدورها على  تمهيد الطريق لأطفالها وتربيتهم تربية صالحة وتحصينهم بالدين الذي هو أساس الحياة، تعليمهم الثواب والعقاب من أجل إتباع الصراط المستقيم  والإستهداء بنور الله. روي عن أبو هريرة رضي الله عنه فقال أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ “قال : أمك، قال:ثم من؟ قال :امك ثم من؟ امك قال: ثم من؟ قال: ابوك، ثم الأقرب فالأقرب.

رفع الإسلام من مكانة المرأة وشأنها فلم يميز بين ذكر وأنثى في التكريم بل أنصفها في كافة الميادين (الأرث/الميراث/ التملك/ الزواج/ النفقة وغيرها) وكان السباق في ذلك. بعد الإسلام ظهرت جمعية حقوق الإنسان وحقوق المرأة لتطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة. 

 ليست كل من أنجبت أم، فالأمومة لا تتمثل بالإنجاب ولا بالدور الأساسي التي تقوم به كل أم من ناحية تحضير الطعام أو إطعام أولادها أو أي واجب آخر من الروتين اليومي. ولا أن تفرط بمحبتها لولدها فيتدلل ولا أن تقسى عليه فيصبح صعب الطباع فخير الأمور أوسطها.

القواعد الأساسية التي تعتمدها المرأة لتربية الأجيال 

 بل هناك قواعد مختلفة وجب إتباعها منها:

  • التربية المتوازنة هي الخيار الأمثل، من أجل تربية الأجيال وتنشئتهم بطريقة سليمة وصحيحة.
  • خلق مساحة واسعة للنقاش وإعتماد الحوار كحل لكافة الأمور. 
  • لإنتباه إلى سلوكيات الأطفال ومتابعتهم والحذر في إستخدام عبارات لفظية مهينة والإبتعاد عن كل ما هو بذيئ. 
  • الثقة عندما تعطيها لأبنائك فأنت تحملهم مسؤولية هذه الثقة حيث تعمل على توطيد العلاقة بين أفراد الأسرة والإمتناع عن الغلط. 
  • زرع بذور الإيجابية في حياة الأجيال وسعيهم دائماً إلى الأفضل وحثهم على المثابرة في إتمام ما أوكل إليهم من أجل إنجاز العمل والإداء بطريقة صحيحة. 
  • تعليم المهارات البنائة والجيدة  للأطفال في التصرف والتعبير وإستخدام المصطلحات الصحيحة وإنتقاء الكلمات الجميلة. 
  • تكوين شخصية الطفل تأتي نتيجة ما تقدمينه له من صياغة تنطبع في شخصيته حيث أن للمعلمة والأم الدور الأكبر في تكوين شخصية الطفل. 
  • القناعة وتقبل الواقع هو من أهم المميزات التي يجب على المرأة الإقتداء بهما. لأنها بطريقة غير مباشرة تنقلهم لأولادها فتدربهم في أن يكونوا صبوريين ويرضوا بما قسم الله لهم وهذا الجيد والمطلوب. 
  • الإنتماء هو من الأسس الوجب غرسها في نفوس الأجيال كالإنتماء للوطن وللهوية الوطنية والأرض هذه واجبات وطنية يجب إتباعها. 
  • التنظيم والإنتظام في أبسط أمورهم يعودهم الإلتزام والتطبيق. وعدم الإعتراض وهذا رصيد لهم في الحياة لتنفيذ المهام وتوزيع الأدوار بين أفراد الأسرة.
دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال
دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال

اقرأ المزيد: كيفية التعامل مع المراهق المكتئب .. إرشادات نفسية للمراهقين

الثقافة وتوعية الأجيال

  • الثقافة من خلال قراءة الكتب والمطالعة أو متابعة كل جديد عبر غوغل وتعويد الأجيال على الإستكشاف عن الأشياء المهمة من خلال إعطائهم عنوان يبحثون عن معلومات حوله والمناقشة بما توصلوا إليه.
  • إستخدام معايير للعقاب عند خطأ أحدهم كلنا بشر ومعرضون للخطأ فكيف الحال مع أطفالنا دورنا في تثقيفهم وتوعيتهم لعدم تكرار الخطأ والعقاب يكون بطريقة حضارية راقية بعيداً عن الكلام المهين واللفظ البذيء.
  • الحرص على عدم التمييز بين طفل وآخر سواء كنت مدرسة أو أم وإذا كنت مديرة في شركة كذلك إحرصي على أن لا تميزي  بين الموظفين وكوني عادلة وحازمة. 
  • إيعاظ الأجيال عن دور التربية وأهميتها وكيف تعكس تربية الأهل على سلوك أطفالهم وأسلوبهم في التعاطي مع الغير.
  • توعية الأجيال على أهمية الدين وجعل الله هو المرجع الوحيد عند كل ضائقة وفرج.
  • الإبتعاد عن الأدعية السلبية للأولاد وإستبدالها  بالإيجابية مهما كان الولد صعب بهذه الطريقة يخجل من نفسه ويحاسبها ويتعود على تحسين سلوكه وإعطاء الأفضل. (الإعتماد على تحويل السلبي دائماً إلى إيحابي). والدعاء له بأن يهديه الله إلى الخير وينير دربه. 
  • التعاطف مع الغير وفعل الخير ومساعدة أخاك المسلم واجب ومد يد العون له فيجازيك الله خيرا أكثر مما فعلت. 

التعاطف وفعل الخير

  •  العطاء هو من المبادىء التربوية التي يجب تدريب الأجيال عليها وحثهم على إتباعها لما لها من مردود خيري على الشخص وأهله فلو عطاءا قليلاً أفضل من لا عطاء، كل حسب قدرته وميزانيته وممكن أن يكون العطاء مساعدة في عمل، أو واجب وظيفي، أو تدريس، أو طبخة فالخيارات موجودة للجميع فقط إختار ما يناسبك، تذكر بأن عطائك يمثل نفسيتك فإحرص على تقديم الأنسب.

للمرأة دور فعال وأساسي في بناء المجتمع وتربية الأجيال. حيث أنها الركيزة الأساسية للمجتمع والسند الأول للطفل. الطفل منها يبدأ حياته على أسسها وقواعدها وبها ينتهي.

تربية الأجيال إنها مشقة تسهل طريقها عند وضع هدف والحرص لتحقيقه بإستخدام وسائل التطور ووضع الأنظمة الواجب إعتمادها.

جميعنا يحرص على أن يكون طفله الأذكى والأنجح، وذلك يكون بإعطائه مساحة دعم حاضرة وبزرع السعادة في قلبه بعيدا عن الإحباط.

الأطفال نعمة إذا أحسنت تربيتهم  ونقمة إذا لم تنجح بذلك.

في الختام

أعزائي القراء، قدمت لكم جولة في المجتمع  عرفتكم من خلالها على دور المرأة في المجتمع وتربية الأجيال. تناولت مقدمة تعريف عن المرأة، دور المرأة في المجتمع، ثم إنتقلت إلى رأي الإسلام في دور المرأة. وأنهيت جولتنا في القواعد الأساسية التي تعتمدها المرأة لتربية الأجيال. وأختتمت بأهم الأسس لتذكيركم بخطورة الدور وتحسين ادائه.

اقرأ المزيد: حلول العنف ضد المرأة

اقرأ أيضا :

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى