كيفية تنمية مهارات التفكير الناقد
التفكير الناقد يحتل موقع مفيد في فهم المواقف وتحليلها ومعالجتها بناءً على المعطيات والمعلومات والحقائق المتوفّرة.
كذلك يمكن تعريفه بأنّه عملية لجمع المعلومات وتقييمها وتحليلها وتطبيقها من أجل وضع المفاهيم المنضبطة فكرياً.
حيث تتم معالجة المعلومات بطريقة منهجية كي يتمكن الشخص. من إتخاذ القرارات المثلى بعيداً عن العواطف والتحيز الشخصي
طرق التفكير النقدي
طرق التفكير النقدي تتضمن ما يلي :
- التصوّر.
- التحليل.
- التركيب.
- كذلك التقييم.
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع المراهق المكتئب .. إرشادات نفسية للمراهقين
وقد تأتي هذه المعلومات من عدة مصادر مثل :
- الملاحظة
- التجربة
- الإنعكاس
- كذلك المنطق
- الإتصالات.
وكل ماذكرناه سابقاً يهدف إلى الإرشاد : بالعمل والمعتقدات
كيفية تنمية مهارات التفكير الناقد عند الطلاب
يمكن إعتبار أنّ الدور الأساسي في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب يبدأ من الصف الدراسي. وبالتالي فإنّ المعلم يلعب دوراً هاماً وكبيراً في هذا المجال. كما يتوجب على المعلم إتباع مجموعة من التوجيهات والسلوكيات وتدريب الطلاب على التفكير الناقد من خلال التالي :
- طرح وتوجيه الأسئلة التي تعمل على إثارة تفكير الطلاب مثل الأسئلة التي تبدأ بماذا ؟ من ؟ كيف ؟ متى ؟
- أن يقوم المعلم بتنفيذ أنشطة صفية تعمل على تنمية التفكير الناقد. لدى الطلاب ويجب أيضاً تنظيم الصف بشكل مريح يسهل هذه المهمة.
- كذلك مناقشة جميع الأفكار التي يقوم الطلاب بطرحها مناقشة موضوعية وعدم إعطاء حكم فوري على تلك الأفكار.
- كما يتم تغيير أسلوب الإختبار من خلال التركيز على الإختبار الذي يقوم بقياس قدرة الطالب. جمع المعلومات وعلى التفكير النقدي وحل جميع المشكلات.
معوقات التفكير الناقد
يوجد الكثير من معوقات التفكير الناقد نذكر منها :
الجزمية
حيث يعتقد أن للإنسان نظام إعتقادي كامل مكون من قسمين :
الأول نظام إعتقادي مفتوح : هذا النظام يتقبل جميع الآراء الجديدة ويقوم بمناقشتها بكل سلاسة.
الثاني نظام إعتقادي مغلق : هذا النظام يعارض جميع الآراء الجديدة. كما يتصف بالجمود والعجز والهيمنة وضيق الأفق كذلك الوحدة، ونظرته للحياة سوداوية ووهمية.
الجمود
يتشابه الجمود إلى حد كبير مع مفهوم الجزمية وذلك من حيث الإعتراض على كل ما هو جديد. كذلك يتشابه معه من حيث عدم المرونة.
كما لا يمكن إعتباره تصلباً كونه لا يتعلّق بالإيمان الكلّي إنما يتعلق بالمعتقد البشري لوحده وهذا الحال مختلف. عن ما هو عليه في التصلّب، كذلك يمكن تعلمه من خلال الإكراه والإلتزام.
التفكير الخرافي
حيث يتم الإستناد إلى أسباب غير صحيحة أو خرافية أو لا وجود لها لحل مشكلة ما .
العناد
من خلال التشبّث بالمعتقدات الخاصة حتى وإن كانت معتقدات خاطئة. كما ويبقى هذا العناد حتى وإن ظهرت أدلة وحقائق واضحة بأنّ تلك المعتقدات خاطئة.
قد يعجبك : كيفية التعامل مع ضغوط العمل بشكل إيجابي | طرق علاج ضغوط العمل
التحيز
غالباً ما يطغى على رأي المرء الجانب العاطفي وبالتالي يكون متحيّزاً إلّا أنّ ثقافته تساعد في نظرته للأشياء. دون أن يكون متعصّباً ومتحاملاً ضد رأي الطرف الآخر، إلّا أنّ الطريقة العلمية والفعّالة.يجب أن يكون إعتمادها على عدد من الباحثين وليس باحث واحد فقط، حيث يُعتبر هذا التفكير غير مكتمل.
لذلك يمكن إعتبار القضاء على التحيز والمؤثرات الشخصية أحد أهم أهداف النهج العلمي
الخوف
يمكن إعتبار الخوف من أهم معوقات التفكير الناقد إذ إنّ خوف المرء من مواجهة الواقع. يتمثل في خوفه من أن تتغير معتقداته وآرائه والخوف يتعارض مع التفكير الناقد على المستوى الفردي والمستوى الجماعي.
الكسل
يهتم الحوار الحقيقي برغبة الفرد في بأن يقدم أقوى الحجج، وإنّ عملية تفكيره تحتاج إلى صبر. وجهود لتحليل كل الآراء، وجميع وجهات النظر ، وهذا الأمر يجعل التفكير الناقد يقف عاجزاً.
كيفية تنمية التفكير الناقد
من أجل تنمية التفكير الناقد يجب إتباع النقاط التالية :
تحليل المعلومات
في التفكير الناقد تُعتبر خطوة تحليل المعلومات من أهم الخطوات وهي ذات أهمية كبرى، حيث لا يوجد أحد يقوم بالتفكير الناقد بشكل مستمر وفي كل الأوقات.
حيث تكون في كثير من الأحيان تكون مشاعر الفرح والحزن والغضب أو غيرها من العواطف والمشاعر كبيرة جداً، وفي بعض الأحيان نقوم بالتركيز على قضية مطروحة بهدف الوصول إلى النجاح، حيث نقوم في هذه الحالة بتحليل المعلومات التي عُرضت علينا سواء كانت المشاركة خارجية من قبل أشخاص آخرين أو كنا نملك تلك المعلومة في أذهاننا.
كما ويمكننا تقسيم تلك المعلومات من خلال إجراء تقييم لما يُقال، وأن نتأكد من فهمنا الواضح لما يجب أن يحدث، بعد ذلك نقوم بتقييم جميع الحجج والمعلومات بما فيها معلوماتنا وهذا الأمر يؤدي إلى نتيجة نهائية مفادها التعامل مع المشكلة أو الحجة بوجهة نظر تحليلية وموضوعية.
كذلك يتم تنمية التفكير الناقد من خلال تطوير البصيرة
يمكن تعريف البصيرة بأنها القدرة على التنبّؤ بمستقبل قرار ما، كما وتُعتبر البصيرة عنصر مهم وحاسم للنجاح وذلك في كل جوانب الحياة.
فمثلاً عند الإنتقال إلى عمل جديد أو مكان ما فيجب أن يقوم المرء بالتخطيط المسبق لمعرفة سلامة الحي في حال كان التغيير في السكن.
كذلك الأمر بالنسبة لنقل الشركة أو العمل حيث يجب دراسة عميقة لتأثير ذلك القرار ما الذي ستخسره وما الذي ستكسبه ، وتقييم القرار بعناية فائقة، مع الأخذ بعين الإعتبار مدى تأثير الخيار على النتيجة النهائية، كذلك الأخذ بعين الإعتبار شركاء النجاح الذين يعملون معك.
كما يحتاج التفكير النقدي قدرة على التفكير في آفكار الآخرين ومعتقدات المرء وإيجاد الروابط بينها، كذلك يتطلب القدرة على تقييم الحجج وتشريحها.وعدم إقحام المشاعر في الموضوع المطروح.
النقد الذاتي
إنّ النقد الذاتي هو الخطوة الأولى ذات الأهمية الكبيرة لتطوير مهارات التفكير الناقد، من خلال نقد المرء لأفعاله وأفكاره، فبدون النقد الذاتي لا يمكن أن ينمو ويتطور التفكير الناقد للمرء.
كما يتم ذلك من خلال تحطيم الأفكار بسؤال ذاتي وهو ( لم تؤمن بهذا الشيء ). فعندما يسأل المرء نفسه هذا السؤال يقوم بتقييم المعلومات الموجودة في ذهنه وذلك بشكل موضوعي ومنطقي وبعيداً. عن أي مؤثرات وعواطف كون الأمر يعنيه بشكل خاص ولن يتعاطف مع نفسه.
بعد ذلك يعطي جواباً إما أن يزيد إيمانه بذلك الشيء أو يعدل عن ذلك التمسك والإيمان.
عندما يصبح المرء ناقد ذاتي معنى ذلك أنه يعترف بنقاط ضعفه وتحيّزاته. فعند الوصول إلى ذلك معنى ذلك الوصول إلى حالة المصالحة مع النفس بعيدا عن الأفكار المشوشة .
الإستماع الفعال
كي يصبح المرء ذات تفكير ناقد يجب أن يكون قادر على الإستماع والتفكير في أفكار الآخرين ومشاكلهم. كذلك نقدهم دون أن يفكر المرء في رد فعله.حيث لا يمكن فهم المعلومات من دون أخذ وقت كافي للإستماع.
كذلك يتيح الإستماع لنا التعاطف مع قصص الآخرين، فعندما نستمع لقصة أحدهم وأفكاره ونجاحه والإنجازات التي حققها وأفكاره، من خلال ذلك الإستماع نستطيع تلقي تلك المعلومات والعمل على تحليلها.
اقرأ المزيد : كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل في المدرسة
التواصل اللا عنفي
إن التعاون والتعاطف من أساسيات التواصل اللا عنفي، لذلك يجب التواصل بطريقة مثمرة وغير عنيفة عند الإستماع إلى مشاكل وحجج الآخرين
كما يجب فصل الأفكار عن العواطف فمثلا لا يجب أن نقول إنه لا يحبني لأنه لا يحب فكرتي، ففي هذه الحالة نكون قد أقحمنا العواطف بالأفكار.
في الختام : إنّ مهارات التفكير الناقد تركز على طريقة تحليل الحقائق من أجل فهم المشاكل بشكل أكبر من خلال جمع المعلومات والبيانات وتحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لتلك المشاكل.