متلازمة توريت أو العرّات
متلازمة توريت يتم تعريفها على أنها تشنجات لاإرادية تمثّل حركات العضلات المتكررة والمفاجئة، بما في ذلك عرّات مصاحبة للصوت، لذلك قمنا بعمل هذه المقالة لنتعرف على أعراض متلازمة توريت، و أسباب متلازمة توريت ، وكذكلك كيفية علاج متلازمة توريت وأفضل أعشاب لعلاج متلازمة توريت، كل هذا وأكثر من خلال موقع مفيد.
عن متلازمة توريت
التشنجات اللاإرادية في هذا المرض تختلف من حيث شدتها من شخص لآخر، وتحدث مع حوالي 20 ٪ من الأطفال والكثير من الحالات لا يتم تقييمها أو تشخيصها بشكل جيد أو اكتشافها.
متلازمة توريت هي أشد أنواع التشنجات وتحدث مع 8 أطفال بين 1000 طفل، وتبلغ نسبة الذكور إلى الإناث هي 3 : 1، و تبدأ التشنجات اللاإرادية قبل سن 18 عامًا (عادة بين 4 سنوات و 6 سنوات من العمر) وتصل ذروتها في الفترة العمرية ما بين 10 إلى 12 سنة، وتنخفض خلال فترة المراهقة.
بشكلٍ عام تختفي معظم التشنجات اللاإرادية تلقائيًا، ومع ذلك هناك حوالي 1 ٪ من الأطفال تستمر حالتهم حتى مرحلة البلوغ، وتعتبر مسببات المرض غير معروفة، لكن اضطرابات التشنج اللاإرادي تميل إلى أن تكون عائلية.
الأمراض المصاحبة لـ متلازمة توريت
الأشخاص الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية قد يكون لديهم واحد أو أكثر من الأمراض التالية:
- الكآبة
- اضطرابات التعلم
- تعاطي المخدرات
- مرض اضطراب ثنائي القطب
- اضطراب قلق الانفصال
- اضطراب الوسواس القهري
- مرض اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط (ADHD)
أقرأ ايضا: الاكتئاب السريري أو الإكلينيكي
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
أسباب متلازمة توريت
أما عن أسباب الإصابة بمتلازمة توريت نجدها كالآتي:
تشوهات خلقية في الدماغ
من الممكن أن تؤدي بعض التشوهات الخلقية في منطقة الدماغ إلى الإصابة بها، حيث أشارت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من تشوهات في منطقة ما في المخ أثرت على الناقلات العصبية المسؤولة عن إفراز السيروتونين والدوبامين زادت لديهم فرص الإصابة بتلك المتلازمة.
الچينات الوراثية
تلعب الجينات الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بالعراتّ، حيث ينتقل ذلك الچين من أحد الآباء أو الأجداد إلى الأبناء والأحفاد، لكن تشير أغلب الدراسات أن ذلك الچين لم يتم حتى الآن التعرف على تركيبته.
الولادة المبكرة
يصاب كثير من الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم بخطر مرض المتلازمة، وذلك بسبب عدم اكتمال نمو المخ أو حدوث نقص للاكسجين أثناء الولادة، كما إنه في حال ولادة توأم يختلف عن الآخر من حيث الوزن، وفي حال تعرض الأم لحالة من الاكتئاب الشديد خلال فترة الحمل أو تناول أي من العقاقير الطبية دون استشارة الطبيب.
الأمراض العصبية
أظهرت بعض الدراسات أن الإصابة بأي من الأمراض العصبية مثل هنتنجتون أو الباركنسون قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة توريت، حيث تتأثر كيمياء المخ بذلك كثيراً ويحدث خلل في الإشارات العصبية.
العدوى البكتيرية وأمراض المناعة الذاتية
لعل أبرز أسباب متلازمة توريت هي الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية أو العدوى البكتيرية مثل المكورات العنقودية كذلك أمراض المناعة الذاتية، حيث تتأثر أنسجة الدماغ والجهاز المناعي.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
أنواع متلازمة توريت
تنقسم اضطرابات التشنج اللاإرادي إلى 3 أنواع حسب إحصاءات الاضطرابات العقلية:
- اضطراب التشنج اللاإرادي المؤقت: وجود التشنجات اللاإرادية الحركية / أو الصوتية المتعددة وتستتمر سنة أو أقل من سنة.
- اضطراب التشنج اللاإرادي المستمر (اضطراب التشنج اللاإرادي المزمن): التشنجات اللاإرادية الحركية أو الصوتية وتستمر لأكثر من عام.
- متلازمة توريت: تضم كل من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية وتستمر لمدة تزيد عن السنة.
هذه الفئات عادة ما تكون سلسلة متصلة يبدأ فيها المرضى باضطراب التشنج اللاإرادي المؤقت وأحيانًا يتطور إلى اضطراب التشنج اللاإرادي المستمر أو متلازمة توريت.
في جميع الحالات يكون العمر عند البدء أقل من 18 عامًا، ولا يمكن أن يكون الاضطراب بسبب التأثيرات الفسيولوجية لمادة ما (مثل الكوكايين) أو اضطراب آخر.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
أعراض متلازمة توريت
بالنسبة إلى أعراض متلازمة توريت فهي تختلف من شخص لآخر، فنجد مثلاً:
- بالنسبة إلى الأطفال بدايةً من 3 حتى 9 سنوات، فإن الأعراض تتمثل في حدوث حركات لا إرادية تتمثل في حكّ الجسم أو الرغبة في كبح جماح الحركة المفرطة.
- ظهور نحنحة غير معتادة في الحنجرة بالإضافة إلى فقد السيطرة على حركات الوجه مثل فتح الفم أو دوران العينين.
- الرغبة المستمرة في هزّ الكتفين أو القفز لأعلى وأسفل كما يرغب المريض في تحريك الرأس يميناً ويساراً بصورة مستمرة.
- تكرار بعض الكلمات بشكل مبالغ فيه أو إصدار أصوات الحيوانات كذلك الغرغرة أو السعال وصفير الفم دون سبب مبرر.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
كيف يتم تشخيص متلازمة توريت
ييتم تشخيص الإصابة عندما يعاني الناس من التشنجات الصوتية والحركية لمدة تزيد عن عام واحد هنا يثبت أن الشخص مصاب، قد يشمل العلاج التدخل السلوكي والكلونيدين أو مضادات الذهان.
يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة من خلال طرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ المرضي للشخص أو الإصابة بأي من الأمراض العصبية أو تناول العقاقير المضادة للاكتئاب من قبل، كما يستفسر أيضاً عن وجود بعض المشكلات الاجتماعية في حياة المريض أم لا ومدى قدرته على الاستيعاب.
فيما بعد يقوم الطبيب بطلب تصوير أو وصف التشنجات أو الأعراض التي تظهر على المريض وقت حدوثها، كما إنه يتطلب بعض الاختبارات والفحوصات التي تتمثل في رسم تخطيط كهربائي للدماغ كذلك إجراء أشعة مقطعية للمخ، فضلاً عن إجراء فحوصات الدم وتصوير اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
مضاعفات متلازمة توريت
إذا تم إهمال الحالة المصابة أو عدم معالجتها بالطريقة الصحيحة، فقد تظهر بعض المضاعفات التي تتمثل في:
- الإصابة بالوسواس القهري، بحيث تتأثر حالة المخ وتبدأ في إطلاق بعض الهلاوس أو التفكير الزائد في بعض الأمور.
- فرط الحركة مع تراجع الانتباه، مما يؤدي إلى مواجهة صعوبات في التعلم بالنسبة للأطفال.
- الدخول في نوبات من الاكتئاب الغير مبررة.
شاهد ايضا: الشهر الثامن من الحمل
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
علاج متلازمة توريت
- التدخل السلوكي الشامل للتشنجات اللاإرادية (CBIT).
- في بعض الأحيان الكلونيدين أو مضادات الذهان.
يوصى بالعلاج للتخلص من التشنجات اللاإرادية فقط إذا كانت تعيق وتتداخل بشكل كبير مع أنشطة الأطفال أو الصورة الذاتية؛ العلاج لا يغير التاريخ الطبيعي للاضطراب.
في كثير من الأحيان يمكن تجنب العلاج إذا كان الأطباء يساعدون الأطفال وعائلاتهم على فهم التاريخ الطبيعي الوراثي لمتلازمة توريت أو العرات وإذا كان باستطاعة العاملين بالمدرسة مساعدة زملاء الدراسة على فهم الاضطراب.
قد يساعد نوع من العلاج السلوكي يدعى CBIT بعض الأطفال الأكبر سناً على التحكم في عدد أو شدة التشنجات اللاإرادية، ويشمل العلاج المعرفي السلوكي مثل عكس العادة (تعلم سلوك جديد ليحل محل العرات)، والتثقيف حول التشنجات اللاإرادية، وتقنيات الاسترخاء.
الكلونيدين عن طريق الفم 0.05 إلى 0.1 ملغ مرة واحدة في اليوم إلى 4 مرات في اليوم فعالة مع بعض المرضى، الآثار الجانبية قد تحد من جرعة النهار، قد تكون مضادات الذهان الفموية مطلوبة، على سبيل المثال:
- ريسبيريدون 0.25 إلى 1.5 ملغ 2 مرات في اليوم
- هالوبيريدول 0.5 إلى 2 ملغ 2 أو 3 مرات في اليوم
- Pimozide 1-2 ملغ مرتان في اليوم
- أولانزابين 2.5 إلى 5 ملغ مرة واحدة في اليوم
- Fluphenazine هو أيضا فعال في علاج التشنجات اللاإرادية.
علاج الأمراض المصاحبة:
يمكن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في بعض الأحيان بنجاح بجرعات منخفضة من المنشطات دون زيادة التشنجات اللاإرادية، ولكن قد يكون العلاج البديل مثل (atomoxetine) هو الأفضل.
إذا كانت الوسواس القهري مزعجاً، فقد يكون مثبط امتصاص السيروتونين الانتقائي مفيدًا.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
اعشاب لعلاج متلازمة توريت
توجد اعشاب لعلاج متلازمة توريت كثيرة لكي يتم السيطرة على حركة الأطراف وتقليل الأعراض الجانبية المصاحبة لتلك الحالة، فنجد مثلاً من أهم اعشاب لعلاج متلازمة توريت عشبة الاشواجندا المستخدمة قديماً في الطب الايورفيدي لعلاج قصور الانتباه أو فرط الحركة.
كذلك نجد عشبة الغوتوكولا التي تعمل على تهدئة الأعصاب والتقليل من حدة الإجهاد والتوتر النفسي، بالإضافة إلى عشبة البراهمي وعشبة جاتامانسي المستخدمة في تقوية الذاكرة وتقليل حموضة المعدة التي تظهر عند خروج إفرازات من الحلق أو ارتجاع المريء الناتج عن تشنجات المعدة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
متلازمة توريت والتوحد
قد يظن البعض أن متلازمة توريت هي شكل من أشكال مرض التوحد، لكن توجد بعض الفروق الكبيرة بينهما، فنجد مثلاً:
معدل الإصابة
غالباً ما تصاب الإناث بمتلازمة توريت على عكس الذكور الذين تنتشر بينهم الإصابة بمرض التوحد.
القدرة على التواصل البصري
يعتبر مرضى التوحد غير قادرين على التواصل البصري مع الأشخاص المحيطين بهم، أما عن مصابي متلازمة توريت فإنهم يتواصلون بصورة طبيعية مع الأشخاص المحيطين بهم.
تنمية المهارات الاجتماعية
يحتاج مرضى التوحد إلى بذل مجهود مضاعف لتعزيز المهارات الاجتماعية من قبل الأطباء والمتخصصين، أما عن مرضى العرات فإنه يمكنهم تنمية مهاراتهم الإجتماعية بصورة أفضل خلال وقت قصير.
الأعراض وطريقة التشخيص
غالباً ما أظهر أعراض مرض التوحد على الأطفال منذ لحظة الولادة وتزداد بمرور الوقت، بينما متلازمة توريت فهي لا تظهر أي أعراض تذكر إلا بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً، كما إنه يحتاج في تلك الحالة إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية ورسم تخطيطي للمخ للتأكد من الإصابة بالمرض.
التأثير على الحركة
يعاني الأشخاص المصابون بالعرات من صعوبة الحركة وقد يصل الأمر إلى تصلب العضلات بمرور الوقت، كما إنه في حال ظهور تشنجات لا إرادية قد يصل الأمر إلى حد الاختناق، أما عن مرضى التوحد فإنه لا تظهر لديهم تلك الأعراض مطلقاً.
العوامل الوراثية
أشارت بعض الدراسات أن العرات قد يكون ناتج عن انتقال الچين من أحد الأبوين أو الأجداد إلى الطفل، حيث يصاب بنفس الحالة، أما عن مرض التوحد فهو عبارة عن تحول أو تغيير الجينات بصورة أو بأخرى بحيث تؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض التوحد، أي إنه لا يشترط أن يكون ذلك المرض متوارث في العائلة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
تجربتي مع متلازمة توريت
أود أن أشارك معكم تجربتي حول الإصابة بمتلازمة توريت، فلقد لاحظت ظهور بعض الأعراض الغير مبررة على ابني بعد إتمام عامه الثالث، وذلك من خلال ظهور حركات مفاجئة في عضلات الوجه كذلك اليدين والقدمين، إلى أن تم تشخيص تلك الحالة بالعراتّ، حيث قمت بمتابعة حالته مع أحد الأطباء المتخصصين في ذلك المجال وتطبيق خطة العلاج لمدة عام ونصف، حتى تم التخلص نهائياً من الأعراض الجانبية المصاحبة لتلك الحالة وتم السيطرة على حركة الناقلات العصبية في المخ بصورة كبيرة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
ختاما تعرفنا على نوع من الأمراض التي تصاحب الأطفال وهو متلازمة توريت، كذلك قمنا بالتعرف على أهم أعراض واسباب هذا المرض وأيضا طريقى علاجه وطريقة أخرى وهي استخدام اعشاب لعلاج متلازمة توريت.
يمكنك مشاهدة:
الاسئلة الشائعة
يشير كثير من المتخصصين إنه لم يتم اكتشاف دواء محدد يقوم بعلاج متلازمة توريت حتى وقتنا الحالي، لكن هناك بعض العلاجات التكميلية التي تساعد على تخفيف حدة الأعراض وضبط الخلل السلوكي بصورة كبيرة.
يمكن الإصابة بمتلازمة توريت في حال توافر أي من الأسباب السابق ذكرها مثل العوامل الوراثية أو العدوى البكتيرية وأمراض المناعة الذاتية، حيث يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة مقارنةً بالإناث.
قد تظهر أعراض متلازمة توريت بدايةً من 3 سنوات حتى بداية فترة المراهقة أو 13 عام، كما إنها تتحسن بمرور الوقت أو مع التقدم في العمر، حيث يصبح المريض أكثر قدرة على التحكم في عضلات الجسم.