كيفية التعامل مع المراهق المكتئب .. إرشادات نفسية للمراهقين
كيفية التعامل مع المراهق المكتئب لا شك أن مرحلة المراهقة هي فترة صعبة في حياة المراهق والمحيطين به فكيف إذا كان هذا المراهق مكتئبا” فتزيد حياته وحياتك تعقيدا إذا لم تعرف كيف تتفهمه وتعامله وتتصرف معه. لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع تابعوني أحبتي في مقالي هذا.
من هو المراهق المكتئب؟
إصابة المراهق بالإكتئاب للأسف موجودة في معظم المجتمعات ولكن بنسب متفاوتة، حسب الإحصائيات الأميركية الأخيرة هناك مراهقون يعانون من الإكتئاب بشكل عام قبل بلوغهم سن الرشد ونسبتهم قليلة أي حوالي 20%. وهناك ما يقارب بين 5 إلى 8% وهم الذين يعانون من إكتئاب شديد والبقية يعانوا من الإكتئاب ويخضعوا لعلاج، الإكتئاب في مرحلة المراهقة خطير جداً حيث أن بكل ساعة تقريباً يسجل حادث إنتحار لمراهق في العالم، كثير من المراهقين سبب وفاتهم كان الإنتحار.
اقرأ المزيد: حلول العنف ضد المرأة
التقلب والمزاجية والطباع الصعبة التي تطغو على حياة المراهق بالإضافة إلى التوتر والتغير الذي يشهده العالم تؤثر على واقع المراهق، مما لا شك فيه أن تكوينهم البيولوجي وهرموناتهم المتغيرة تعكس عليهم وخاصة أنهم ما زالوا في طور النمو ويكونوا جداً حساسين في هذه الفترة منهم من يقطع هذه المرحلة بشكل عادي بوجود أولياء أمور متفهمين ومنهم من تعكس سلبا” عليه بسبب تفكك أسري، معشر سيء. عدم تلقي دعم أو مساعدة وهنا تكمن الكارثة الأكبر.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى إكتئاب المراهق؟
كيفية التعامل مع المراهق المكتئب؟ هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى إكتئاب المراهق ومنها:
- الخلافات المتواجدة بين الأبوين تعكس على نفسية المراهق كذلك طلاق الوالدين ممكن أن يكون عاملا” أو إنفصالهما.
- موت أحد الأصدقاء المقربين للمراهق أو أحد أفراد العائلة أو الأقرباء.
- عدم التواصل مع الآخرين بطريقة صحيحة وصعوبة في التعاطي بالمجتمع.
- إذا كان لديه إصابة جسدية أو إعاقة أو أي مرض يعاني منه ويلازمه.
- المراهقات الإناث عرضة للتأثر بالإكتئاب أكثر من الذكور بمرتين.
- ممكن أن يكون وراثي بالإضافة إلى الجينات التي تكون سبباً يؤدي إلى الإنتحار.
- الحياة الغير منتظمة وعادات الأكل السيئة ويمكن أيضاً من خلال تناول أكل غير صحي.
التميز بين المراهق العادي والمراهق المكتئب
رغم خطورة هذه المرحلة وإنعكاسها علينا جميعاً، إلا أن كل شي له علاج حتى الإكتئاب ولكن يبقى التميز بين المراهق العادي والمراهق المكتئب وذلك يمكن معرفته من خلال مراقبة تصرفاته، على سبيل المثال المراهق المكتئب يغضب بسرعة بدلاً من أن يحزن، ردة فعله تكون عبر غضبه، ممكن أن يكون مكتئب ويرافق رفاقه ويبقى معهم ليس بالضرورة في أن ينقطع عنهم، اليك بعض النقاط التي تساعدك في تحديد ما إذا كان مكتئبا” أم لا ومنها:
- يهرب إلى النوم لوقت طويل.
- يقلق بالليل ولا يستطيع أن ينام كالبقية.
- تغير في بنية الجسم، أو نصاحة غير معتادة أو فقدان في الوزن وقلة شهية.
- محور حديثه يكون تأفف من الحياة ويتناول مصطلح الموت والإنتحار كثيراً.
- يستخدم جمل توحي بالكآبة كقوله مثلآ :” عند موتي سيحبني الجميع” أو ” حياتكم ستكون أجمل إذا أنا مت” أو غيرها من العبارات ولكن دلالتها واحدة وهو الموت فلهذا من الموت معرفة طرق التعامل مع المراهق المكتئب الأكثر نجاعة وفائدة للعلاج من هذه الحالة النفسية.
- إذا رسم يعبر عن الموت بالرسم، أو يكتب عنه، أو لربما يكون محور حديثه كلما أراد أن يعبر عن وصف حالته الداخلية، فهو هذا ما يراه وما يحسه.
- ممكن أن يغير أصدقائه وهنا تكون بمثابة خطوة علاجية يبذلها لأنه بالنسبة للمراهق يصعب عليه تغيير أصدقائه فتكون أو إنتقاما” من نفسه كتحميلها أكثر أو بأمل منه أنه ممكن أن يتغير شيء في حياته مع تغيره للأصدقاء.
الدراسة والعادات السيئة
- يظهر إكتئابه في الدراسة فيتراجع بشكل ملحوظ بشكل غير معتاد سابقاً حتى الأشياء البسيطة يؤديها بشكل سيء.
- تلازمه العدوانية مع الجميع دون تميز بين شخص وآخر.
- إكتئابه ممكن أن يقوده إلى تناول السجائر، الكحول أو حتى المخدرات.
- يظهر عليه التهور في معظم تصرفاته.
- المراهق المكتئب يبتعد عن الجو العائلي والتجمعات العائلية بتفكيره أن جميع من يراه يحلل واقعه لذا يبتعد ليتجنب الأسئلة، اللوم أو حتى النقاشات.
- ممكن أن يتعرض للتنمر أو أن يكون متنمرا” وغيرها من المشاكل الإجتماعية المستجدة.
- التوقف عن كل النشاطات السابقة التي كان يقوم بها، كتوقفه عن النادي الرياضي مثلاً. أو أي نشاط آخر كان يستهويه ويحبه.
- يعاني من أوجاع والآم في جسده لم يستطع تفسيرها أو تحديد مكانها.
اقرأ المزيد: بحث التواصل مع الآخرين .. فن التواصل مع الآخرين
أولى خطوات العلاج تبدأ بك / كيف اعالج ابني من الاكتئاب
بعد أن قدمت إليكم العديد من النقاط حول كيفية التعامل مع المراهق المكتئب والتي تحدد ما إذا كان إبنكم مصابا” بالإكتئاب أم لا. وإذا كان مصابا لا تخافوا فإن لكل شيء علاج، لا تفسري إنفعالاته وغضبه على أنه جنون، الإكتئاب مرض نفسي لا علاقة له بالجنون، تحدثوا في الأمر وأخبروه بأن هذه حالة يقطع بها ويمكن معالجتها حيث أن من هنا تبدأ الخطوة الأولى في العلاج، وبعدها التالي:
- إصطحاب الولد إلى زيارة طبيب للفحص العام والتأكد من أنه لا يعاني من أي مرض عضوي ممكن أن يكون سببا” في إكتئابه.
- التقرب من الولد وملاطفته لكي يفتح لك قلبه ويحكي عما يزعجه هذا أمر مهم جداً، الإبتعاد عن إنتقاده وتوجيه كلام مهين له.
- إذا تردد ولم يخبرك عما يعانيه فهذا أمر طبيعي ممكن أن تطلبي من أي شخص مقرب المساعدة من أجل التحدث معه وتكوني على ثقة به طبعاً.
- قومي بزيارة مدرسته وتحدثي معهم لمعرفة ما اذا أن مشكلته بدأت من هناك، الأفضل أن تطلعيهم على وضع الولد لمساعدتك ولإحتواءه وتفهمه.
- شجعيه على تغير الواقع الذي يعيشه والرجوع إلى ممارسة رياضته المفضلة أو أي نشاط آخر يستهويه.
- دعيه يعاود المثابرة على الإجتماعات العائلية، أخبريه أن الجميع يسأل عنه ويطالب بوجوده.
- خصصيه بأكل صحي يحتاجه جسمه.
- ساعديه على تنظيم نومه باكرا والإستيقاظ بنشاط.
- إبعديه عن التلفاز والأننترنت وساعديه للتعبير عن ذاته من خلال الرسم، الغناء أو أي وسيلة تواصل أخرى.
- إذا تراجعت حالته النفسية وأقدم على فعل أي عمل ممكن أن يؤذيه كالإنتحار ، عليكٍ أن تباشري بأخذه إلى طبيب نفسي ليساعده على تخطي الحالة.
- لا تنس أنه عليك أن تكوني قوية لكي تتمكني من مساعدته، فضعفك يضعفه وقوتك هي خلاصه الوحيد.
نصائح وإرشادات عامة للأهل وللمراهقين
هل تبحث عن طريقة التعامل مع المراهق المكتئب؟ يجب على الأهل والمراهقين الإطلاع على معلومات حول موضوع الإكتئاب. فهذا الأمر يسهل الأمور ويبسطها على أنها مرحلة وتقطع إنشالله، إلى جانب بعض النصائح الأخرى ومنها:
- هناك مثل شعبي يقول :” بس يكبر إبنك خاويه” بمعنى كن صديقه وتقرب منه، حدثه عما يحب، تبادل معه المشاعر، كنت قد ذكرت في مقالات سابقة لي عن أهمية التواصل مع الولد وتعويده على إخبارنا عما يحصل معه بطريقة محببة لا تنم عن حشرية، أو تسلط، أصغي إلى إبنك، إهتم له وأعطه من وقتك هذا ما يحتاجه أن يجد أحد يسمع ويحس ويبادله ما يشعر به.
- مرافقة الولد والإحاطة به قبل أن تتفاقم الأمور ويصل للإدمان على الكحول أو المخدرات، تذكر أن إهمالك له هو الذي يوصله إلى طريق مسدود فلا تلومه، ذلك لأن المراهقة بشكل عام دون إكتئاب تتطلب منا الرعاية بالولد فكيف في هذه الحالة؟
- الرياضة، الهدوء، الإسترخاء كل هذه الأجواء تساعد المراهق المكتئب على تخطي الحالة.
التواصل الجيد مع المراهق
- معارف جديدة وأصدقاء تتجدد معهم حياتنا تكون بمثابة خطوة جيدة في حياة المراهق، تساعده في التخلص من حالته.
- إبنك يقلدك تذكري هذا دائماً، لذا عوديه على كتابة مذكراته. أو عند إنتهاء اليوم أن يذكر النقاط السلبية والإيجابية التي حصلت معه أو ببساطة أكثر ما أحب وما كره. بعد أن يتعود بالتعبير كتابيا عما يجول بخاطره حتماً سيتعود بعدها على البوح المباشر عما يخالجه من مشاعر.
- التواصل مع مراهقين كانوا مكتئبين وتخطوا المرحلة ويكونوا في نفس الفئة العمرية أمر بالغ الأهمية حيث أنهم يتحدثوا عن تجربتهم بكل صدق وواقعية يمكن الإستفادة من تجربتهم وتشجعيه أن هذه المرحلة ستبقى ذكرى ترويها يوماً ما لمساعدة أحدهم.
- التفاؤل والنظر للحياة بكل بساطة ووضوح.
- لا ضرر بزيارة ميدانية للطبيب النفسي المعالج من فترة لأخرى عبر قطع المرحلة للتأكد من أن كل شيء على خير ما يرام.
أعزائي القراء قدمت لكم في مقالي هذا كيفية التعامل مع المراهق المكتئب عرفت من هو المراهق المكتئب وإنتقلت بعدها لأعرفكم على العوامل التي تؤدي إلى الإكتئاب. و
من ثم كيفية التميز بين المراهق العادي والمراهق المكتئب. وخطوات العلاج تبدأ بك (الأهل، الأم/ الأب). بالإضافة إلى النصائح والإرشادات العامة.
اقرأ المزيد: حل مشكلة إدمان الأطفال على الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية