مجتمع

التعامل مع الطفل العنيد | ذو الإرادة الحرة

الطفل العنيد

التعامل مع الطفل العنيد من أكثر الأمور التي تؤرق الآباء، ولا سيما الأم لأنها تقضي الوقت الأكبر مع طفلها، سنناقش خلال ذلك المقال ـ عبر موقع مفيد ـ أهم النقاط التي تتمحور حول ذلك الموضوع، التي تتمثل أبرزها في صفات الطفل العنيد، أسباب العناد عند الأطفال، ما هو العقاب المناسب للطفل العنيد، وهل يستحق عقابًا في الأساس؟ وأخيرًا كيفية التعامل مع الطفل العنيد.

في حقيقة الأمر، يجب أن نطلق عليه اسم “طفل قوي الإرادة” وليس “الطفل العنيد“، لأن سلوكياته تلك التي قد يرى الآباء أنها عناد، ماهي إلا محاولة وسعي من الطفل أن يعبر عن قدرته المستقلة أو بالأحرى استقلاليته عن الآخرين، أن يثبت وجوده فحسب، هيا نتعرف سويًا على صفات الطفل العنيد أو ذلك قوي الإرادة.

صفات الطفل العنيد

إن إنجاب طفل حر الإرادة ليس أبدًا من الأمور السيئة، بل على العكس من ذلك يعتبر أمر إيجابي، لأن في المراحل الأولى من عمر الطفل تتكون شخصيته، تلك الشخصية التي سيتعامل بها في العالم الخارجي، هو ليس متمردًا أو يتحدى القواعد التى وضعتها له، هو يرغب في الاستقلالية فحسب، أما عن صفات الطفل العنيد ـ أو المستقل برأيه ـ الظاهرة للآباء فهي كالآتي:

التسرع

في إطار التعامل مع الطفل العنيد يريد الطفل العنيد أن تمر كل الأمور بسرعة، حتى أن صبره ينفذ سريعًا، وذلك بشأن تناول الطعام والحديث مع الغير والمشي واللعب، كل ما يتعلق به يجب أن يمضي في لمح البصر.

التسلط أو السيطرة

يرغب طفلك في مرحلة العناد أن يكون ذو سيطرة، وليس ذلك فحسب، بل يريد أيضًا أن يلقي الأوامر وينفذها الآخرون، يبدو أنه يقلد سلوكك تمامًا حينما كنت تلقي عليه الأوامر وتتوقع منه أن ينفذها على الفور، عليك معرفة ـ في إطار مقال كيفية التعامل مع الطفل العنيد ـ أن طفلك انعكاس لشخصيتك وسلوكك معه.

الاستقلالية في تجربة التعلم

إن الطفل العنيد ذو الإرادة الحرة “العنيد” يحب أن يتعلم الأشياء في إطار التجربة والخطأ وليس تلقي التعليمات، إنها الفطرة الطبيعية التي جُبل عليها، يمكن أن يستجيب طفلك لك في حال وضعت له عدة خيارات ليختار بإرادته الحرة، ولكنه أبدًا لن يتقبل فكرة الإجبار أو فرض رأيك أو سيطرتك عليه ـ وإذا افترضنا أنه تقبل ذلك ـ فإنك للأسف الشديد تصنع طفل ضعيف معدوم الإرادة.

التعامل مع الطفل العنيد

ضد الإجبار

إن الطفل العنيد لن يفعل أبدًا أي شيء ضد إرادته، فعلى سبيل المثال، إذا قلت له عليك إنجاز أمر ما، لن يتقبل تلك الطريقة ولن ينفذ المهمة المطلوبة منه، إن دورك كـ ولي أمر أن تسعى للبحث ـ في إطار كيفية التعامل مع الطفل العنيد ـ عن طرق إبداعية ليستجيب طفلك لما تطلبه.

اقرأ أيضًا: أفضل طرق التعامل مع الطفل الغيور من المولود الجديد

الغضب الشديد

من خصائص الطفل العنيد مع والديه أو أسرته أنه يغضب بشدة، بالتأكيد أنه ليس بالأمر السار، حيث أنه وفقًا للتجارب في إطار التعامل مع الطفل العنيد في مراحل عمرية مختلفة ولا سيما عمر 2 – 4 سنوات فإن الطفل الذي يتصف بالعناد يحتاج إلى وقت كبير حتى يهدأ من نوبة الغضب التي تعرض لها، يبدو أيضًا أنهم لا يعرفون طريقة أخرى للتعبير عن غضبهم سوى تلك النوبة الشديدة من الغضب وإلقاء نفسهم على الأرض أو الانفعال والبكاء بصوت عال.

اتخاذ القرار

يستطيع الطفل العنيد أن يتخذ قراره، كما يؤمن أنه قرار صائب، بل ويحارب من أجل مايعتقد أنه صواب ولن يفعل سوى ما يؤمن به فحسب.

التفكير الإبداعي

أيضًا يتميز الطفل العنيد بأنه يفكر بطريقة مختلفة عن الآخرون، له رؤية وتفسير للأمور خارج الصندوق أو خارج الإطار المألوف للأفكار مقارنة بذويه، لذا يجب التعامل مع الطفل العنيد الذي يتصف بتلك الصفة وفقًا لطريقة تفكيره الإبداعي.

الجدال

يبذل الطفل العنيد أقصى مجهود في الجدال، وذلك للوصول إلى السلطة أو أن يكون صاحب الرأي في أمر ما، لن يتنازل أبدًا حتى يصل إلى حل مناسب له.

الاستمرارية

لا يتوقف الطفل صاحب الإرادة الحرة في قراراته عن عمل أي شيء، يجب أولاً أن ينتهي من عمله تمامًا أو الوصول إلى هدفه المنشود، إنه يمكن أن يبذل قصارى جهده من أجل الانتهاء من المهمة التي أمامه، حتى وإن كانت تركيب لعُبة، حذارى في ـ إطار التعامل مع الطفل العنيد ـ محاولة تشتيته عن ذلك الهدف أيًا كان الأمر، لأنه قد تنتابه حالة من الغضب الشديد.

أسباب العناد عند الأطفال

بالتأكيد أن العند بمعناه الظاهر أمام الآباء ليس فطري أو يولد به الطفل وإنما هو أمر مكتسب إلى حد كبير، وتتمثل أبرز أسباب العناد عند الأطفال في الآتي:

تقليد ولي الأمر

إنه لا يتصرف بتلك الطريقة التي تؤرقك من تلقاء نفسه، لو أمعنت النظر في مسألة العند لدى الطفل ستجد أنه يقلد سلوكك إلى حد كبير ولا سيما في إلقاء الأوامر، في حقيقة الأمر، يعتبر الطفل انعكاس للأب والأم، حيث يعتبر سلوك العند لدى كل منهما أحد الأسباب الرئيسية للعناد لدى الأطفال.

التعامل مع الطفل العنيد

المشاكل الأسرية

حينما تحدث بعض المشاكل الأسرية ويحدث شجارًا بين الأب أو الأم، ويصرخ كل منهما في الآخر، أو الانفعال على الطفل دون أي ذنب له، قد يؤدي ذلك بالطفل إلى السلوك العنيد، حيث يشعر بالألم النفسي تجاه تلك ذلك الضجيج الأسري، فينعكس سلوكه وفقًا لذلك بأن يعبر عن غضبه بالعند، وذلك في إطار موضوع التعامل مع الطفل العنيد.

السعي إلى الحرية والاستقلالية

من أسباب تفاقم السلوك العنيد، هو أن الأب والأم يحيطون الطفل بسيل من الأوامر والنواهي، والنتيجة أن الطفل يسعى أن يستقل بالرأي وحرية الإرادة.

التعبير عن رأيه بحرية

في حقيقة الأمر أنه ليس بالأمر السيء مطلقًا، أن يعبر طفلك عن رأيه في الأحداث اليومية التي تمرون بها، حيث أن السماح للطفل بالتعبير عن آراؤه يعطي مساحة جيدة للحوار بينكما وفي أن يكون طفلًا مميزًا عن أقرانه.

اقرأ أيضًا: بحث عن أثر الطلاق على الأطفال وتداعياته

مستوى النضج

بالتأكيد فإن طفل صغير ليس على مستوى نضج كاف بالأمور، وذلك رغم سعيه الكبير نحو الاستقلالية، إن عدم النضج يؤدي بدوره إلى سلوك عنيد دون معرفة أن الأمر الذين يرغب به صواب أو خطأ.

المقارنة

إن من أبرز الأخطاء التي يمارسها الآباء هي المقارنة بين الطفل وبين أقرانه، حيث تعد المقارنة أحد أهم أسباب العناد عند الأطفال، وليس ذلك فحسب، بل تؤدي بالطفل أيضًا إلى حالة من الغضب الداخلي وعدم الثقة بالنفس، وأيضًا الإحباط، وأخيرًا ينتهي به الأمر إلى العناد وليس لتصحيح السلوك بصورة إيجابية.

الاكتشاف

إن الرغبة في اكتشاف الطفل لكل شيء حوله ـ بغض النظر عن طبيعة هذا الشي ـ أحد أسباب العناد عند الأطفال، فعلى سبيل المثال عند رفض الأب أو الأم أن يمسك الطفل شيئًا ما تنتابه حالة من الغضب وبذل قصارى جهده للإمساك بهذا الشيء، وذلك ليس إلا لاكتشاف العالم من حوله، ولا سيما في المراحل العمرية الأولى من عمر سنتين فما فوق.

عقاب الطفل العنيد

أما عن فكرة العقاب المناسب للطفل العنيد، فليس من الضروري أن يكون هناك عقابًا من الأساس، لأن العقاب قد يأتي بنتيجة عكسية غير متوقعة، بل وقد يزداد العند عن حده لدرجة مؤذية للوالدين، ولكن ماذا؟ هل نترك سلوك العند هكذا دون تقويم، دون معالجة حقيقية بعيدًا عن التعنيف والعقاب؟ سواء كان عقاب بدني (الأمر الذي يشكل خطورة في التربية)، أو عقاب يتمثل في فكرة حرمان الطفل من شيء يحبه، أو أي نوع آخر من العقاب قد يشكل عبئًا على نفسية الطفل.

بدلًا من السعي للبحث عن العقاب المناسب للطفل العنيد، يجب اتباع بعض الأساليب الذكية لتأديب الطفل من سلوك العند المفرط، ولا سيما  أن العند في إطاره الطبيعي يعبر عن إرادة الطفل الحرة يُعد أمرًا إيجابيًا.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل في المدرسة

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

تتمثل أبرز الأساليب الذكية لتأديب الطفل العنيد أو بالأحرى كيفية التعامل معه في الآتي:

التعامل مع الطفل العنيد

حافظ على سيطرتك على الموقف ولكن بحكمة!

مهما كان الطفل عنيدًا لابد أن تسعى للحفاظ على سيطرتك على الأمور ولكن بصورة أكثر حكمة، فعلى سبيل المثال حينما يبدأ طفلك بسيل من البكاء أو نوبة شديدة من الغضب والصراخ، أو يقوم بأحد السلوكيات العدوانية عليك أن تقول له “أعلم أنك غاضب جدًا، ماذا يُمكنك أن تفعل كي تشعر بتحسن؟ إن القيام بتلك الخطوة يؤثر إيجابيًا في الطفل ويُشعره بأنه مسموع من قبل الآخرين، وبالتالي يخفف ذلك من وطأة العدوانية والسلوك العنيد.

ضع قواعد حاسمة

إن وضع قواعد واضحة وحاسمة في التعامل مع طفلك الذي يتصف بالعند يساعد في تغيير ذلك السلوك بشكل كبير، ويجب أن تنطبق تلك القواعد في إطارات متعددة مثل الأصدقاء، والمدرسة، والحياة في المنزل، بالإضافة إلى السلوك العام، تتمثل تلك القواعد في أن يكون طفلك آمنًا ولطيفًا ومحترمًا، وما عدا ذلك فهو أمر غير مناسب مطلقًا، وعليك توضيح ذلك الأمر لطفلك.

لا لإلقاء الأوامر على طفلك!

احذر من إلقاء الأوامر على طفلك، فإن ذلك الأمر يزيد من حدة سلوك العند لديه ورفض الأوامر، يمكنك مشورة طفلك حول الأمر الذي تريده منه كأنك تقول له ـ على سبيل المثال ـ ما رأيك أن ترتب غرفتك ليصبح شكلها جميلًا، أن تمنحه فرصة الاختيار في الغالب سيختار أن يرتب الغرفة، واذا لم يستجب قل له حسنًا، اختار الوقت المناسب لترتيبها، أنا أثق أنها ستصبح جميلة.

اقرأ أيضًا: كيف نحمي أبناءنا من السلوك العدواني والتنمر

أساليب أخرى للتعامل مع الطفل العنيد

أبدًا لا تتعامل مع طفلك بعدوانية

إذا كان سلوك طفلك يتسم بالعدوانية، لا تخطو أبدًا نفس السلوك ـ أي لا تكن عدوانيًا أنت أيضًا أمام سلوكه العدواني، لأن ذلك بطبيعة الحال يُنشىء علاقة عدوانية بينك وبين طفلك، وذلك يعتبر من الأمور شديدة السلبية.

إنه ليس من العقاب المناسب للطفل العنيد أن تتصرف بعدوانية تجاه طفلك، بل الحل يكم في أن تعامل ابنك كإنسان مستقل، أي أنه فرد له شخصية تتطور باستمرار، من الظلم أن تتحكم في مستوى تطورها، ليس من حقك إجباره على تناول الطعام الصحي أو أن يشارك أحدهم ألعابهم الخاصة أو تأدية الواجب المدرسة، ولكن من العدل أن تربي طفلك وتعلمه المهارات اللازمة من أجل أن يكون شخصًا جيدًا مع نفسه ومع الآخرين دون إجبار أو تقييد أو تحكم بالغ يفقده استقلاله.

تجاهل بعض السلوكيات العنيدة

إن التركيز على سلوك طفلك العنيد طوال الوقت، يجعله يمارس ذلك السلوك بصورة مستمرة، لكن التجاهل في أحيان كثيرة يجدي نفعًا، وخاصة لو كان هناك تركيز على السلوكيات الإيجابية، فيجعل طفلك بشكل لاواعي ممارسة المزيد من السلوك الجيد.

إن مدح الطفل وتشجيعه على التصرفات الجيدة يساهم إلى حد كبير في الحد من سلوك العند.

ها هو قد وصلنا لنهاية المقال الذي يدور حول التعامل مع الطفل العنيد، تحدثنا عن الصفات المختلفة للطفل العنيد، أسباب سلوك العند لدى الأطفال، والعقاب المناسب للطفل العنيد، وأخيرًا تطرقنا لكيفية التعامل مع سلوك ذلك الطفل من خلال بعض الأساليب الذكية التي يجب على الوالدين اتباعها بدقة، وأخيرًا جدير بالذكر أن الطفل العنيد في الأساس هو طفل قوي ذو إرادة حرة، وذلك ينبع من فطرته الطبيعية، فلا تنزع منه أيها المربي قوته أو إرادته الحرة، كل ما عليك أن تتدخل لتعديل سلوكه باحترافية أو من الأفضل استشارة متخصص في التربية الإيجابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى