تعليم

ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها

ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها، مما لا شك فيه أن الله عز وجل وهب العديد من الأطفال سرعة البديهة والذكاء، بينما في مكان آخر هناك أطفال تعرضوا لضغوطات حياتية أثرت على عطائهم الأكاديمي وصنفوا بذوي الصعوبات التعليمية. ما هي هذه الصعوبات وكيف تعرف؟ ما هي الأسباب التي أدت إلى تفاقمها؟ كيف يمكن  أن نساعد ذوي الصعوبات التعليمية؟ ما هي طرق العلاج الممكن اعتمادها؟

كل هذه المواضيع نستعرضها سوياً على موقع مفيد الذي يحرص دوما بتقديم كل ما هو هادف لخدمة المجتمع والمنفعة العامة، رافقونا لمعرفة المزيد، فهل تبحث عن بحث صعوبات التعلم؟

مفهوم صعوبات التعلم

صعوبات التعلم يصف التحديات التي يتعرض لها الأطفال خلال عملية التعلم. وعلى الرغم من الفروقات الفردية بين الأطفال، إلا أن هناك من يعاني من أزمات نفسية أو جسدية تؤثر على عطائه.

الصعوبات التعليمية تظهر بشكل مباشر في عملية الفهم، القدرة على الإستيعاب، التحليل، الحفظ، الإنتباه، تنظيم الوقت، التخطيط، القدرة على القراءة، تعثر النطق، حل المسائل الحسابية وحتى القيام ببعض المهارات.

تشمل صعوبات التعلم من يشكوا من الإعاقة العقلية، أو الذين يعانون من اضطراب انفعالي، أو من لديهم مشاكل في السمع أو البصر، كذلك من لديهم إعاقة وتسبب لهم صعوبة في التعلم.

اقرأ المزيد: أفضل التطبيقات لتعلم اللغة الانجليزية للاطفال من الصفر الى الاحتراف 2022

ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها
عجز التعلم أسبابه وطرق علاجه عند الأطفال

 تعريف صعوبات التعلم حسب ما جاء في جمعية الأطفال عام 1985

في الحقيقة صعوبات التعلم هي حالة مستمرة، وفي بعض الأحيان تكون ناتجة عن عدة عوامل منها العصبية، لذا تؤثر على القدرات اللفظية عند الأطفال. في الحقيقة وحسب ما جاء في تعريف جمعية الأطفال للصعوبات التعليمية على أنها حالة إعاقة حتى مع وجود قدرة عقلية واضحة. كذلك مع تكامل وجود الأنظمة الحسية – حركية وكل فرص التعليم المتاحة. 

تتنوع صعوبات التعلم في ظهورها وفي درجتها حيث تختلف من فرد إلى آخر. بالتالي هذه الحالة تؤثر على تقدير الذات عند كل فرد، طريقة تربيته، اختياره لمهنته، تكيفه الاجتماعي حتى في حياته اليومية. 

اقرأ المزيد: حل مشكلة إدمان الأطفال على الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية

ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها

بدأ الإهتمام بصعوبات التعلم في المجال الطبي من قبل المهتمين باضطرابات النطق. أما بالنسبة للدور التربوي فلم يظهر بشكل ملحوظ إلا في القرن العشرين من خلال العمل على تطوير وتنمية صعوبات التعلم. 

تجدر الإشارة إلى أن أول  تعريف صدر لصعوبات التعلم كان في عام 1962 على يد العالم الأميركي صموئيل كيرك، عبر كتاب تحدث فيه عن التربية  الخاصة بصعوبات التعلم. 

بعد ذلك وفي عام 1963 عقد مؤتمر ضم علماء النفس، التربويون،  َجميع من يهتم بصعوبات التعلم، حيث ناقشوا  جميع مشكلات الأطفال خاصة من يعانون إعاقات إدراكية. 

بناء على ما ذكر، وفي عام 1975 تم الاعتراف والقبول بمصطلح “صعوبات التعلم” وأن التعليم حق لجميع الأطفال المعاقين. كانت هذه الخطوة مهمة جداً في القانون الفدرالي لتطوير جميع المعايير المتعلقة في السجل الفدرالي. 

أما بالنسبة إلى التربويين، ظهر في القانون 94/142 الذي كان من أهم القوانين الذي شمل ذوي الإحتياجات الخاصة، وضمان حقهم في التعلم والمساندة والإستفادة من الخدمات. كذلك كان لصعوبات التعلم دور بارز كغيره من الإعاقات. 

فيما بعد تغير تعريف هذا المصطلح أو القانون ليصبح القانون التربوي الخاص بالأفراد ذوي الإعاقات. 

علاوة على ذلك، وفي عام 1975 أعطى هذا القانون الحق للجمعيات التي تدعم صعوبات التعلم بأن يستفيدوا من المطالبة بتعليم مجاني للطلاب الذي لديهم صعوبات تعليمية. 

في نفس الوقت، وفي عام 1969 تم الإعتراف رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية بصعوبات التعلم. 

اقرأ المزيد: افضل لغات البرمجة للاطفال

أعراض صعوبات التعلم

ما زلنا مع ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها، وقد صنف المتخصصون صعوبات التعلم  ضمن مجموعتين وجاءت كالتالي:

 Developmen Learning Disabilities صعوبات التعلم النمائية

شملت هذه الصعوبات الوظائف الدماغية، وكل ما يتعلق بالعمليات المعرفية والعقلية التي يكون الطفل بحاجة إليها خلال تحصيله العلمي. 

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون سبب هذه الاضطرابات كيفية عمل الجهاز المركزي العصبي. حيث تؤثر هذه الصعوبات في عدة مجالات على سبيل المثال نذكر الإنتباه، الحفظ، الإدراك، الذاكرة واللغة. أي أنها تؤثر على كل المعارف الذي يحتاجها الطفل خلال تحصيله الأكاديمي. كما أنها تعد الركيزة الأساسية للنشاط العقلي والمعرفي للطفل. 

Academic Learning Disabilities صعوبات التعلم الأكاديمية 

المقصود بها الصعوبات التي يواجهها الطفل خلال أدائهم المعرفي والمدرسي. كما أنها أظهر في مجالات عدة منها القراءة، الكتابة، التهجئة، الرياضيات وغيرها. مما لا شك فيه أنها مرتبطة بصعوبات التعلم النمائية. 

في الحقيقة، صعوبات التعلم الأكاديمية تظهر بشكل ملحوظ  من خلال: 

  1. صعوبة القراءة في الواقع هذا المصطلح يعرف بأسم ” ديسلكسيا” ومنتشر بشكل واسع وهو يعني عدم تمكن الطالب من القراءة. كما أن صعوبة القراءة تنقسم بدورها إلى: 
  • صعوبات في القراءة: تظهر لدى الطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو الكتابة. مما يسبب للتلميذ رفض للقراءة والكتابة ونفور من المادة بشكل عام. كل ذلك من أجل إخفاء الصعوبات في القراءة. في نفس الوقت من يملك هذه الصعوبة يكون لديه عدم القدرة على القراءة أو القراءة ببطء. صعوبة في التهجئة أو الفهم، كذلك الكتابة العكسية للكلمات والحروف. بالإضافة طبعاً إلى القدرة على تنظيم جمل والتمييز بين أصوات الحروف. 
  • صعوبة في الفهم: بمعنى واضح نستخدم هذا المصطلح عندما لا يتمكن الطالب من فهم ما يوكل إليه، أو معاني الكلمات، كذلك العبارات والجمل. 
  • صعوبات في الكتابة: يعرف هذا المصطلح بأسم ديسجرافيا. وتشمل التلميذ الذي ليس لديه قدرة على الكتابة. أي عدم تمكنه من الكتابة. كما أنه يكون غير قادر على التفكير أثناء الكتابة. 
  • اضطرابات في التركيز والانتباه : تظهر هذه الاضطرابات من خلال عدم قدرة الطفل في الحفاظ على التركيز والانتباه. بالتالي تشتت الذهن، كما أن لديه حساسية واضحة تجاه المؤثرات والعوامل الخارجية. مما لا شك فيه أنه يرافق قلة التركيز و الانتباه النشاط المفرط

يصاحبه التقلب العاطفي، التهور، اندفاع وصعوبة في الاكتفاء. 

  • صعوبات في الحساب ديسكالكيولا: تظهر في عدم القدرة على حل المسائل الحسابية. وتظهر لدى الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبة  في فهم الأرقام.  مما لا شك فيه أن هذه الصعوبة مرتبطة أيضاً  مع الإدراك السمعي والبصري للأرقام.  لذا يواجهون صعوبة في حل المسائل الحسابية. 
  • صعوبة في الحركة  ديسبراكسيا: يشمل هذا المصطلح إضطرابات عدة منها عدم الإتزان، كذلك عدم القدرة على التوافق ما بين عمل اليد والنظر. بمعنى آخر عدم تمكن الطالب من التحكم بحركات يده والتنسيق في الكتابة. كما تظهر بشكل ملحوظ في عدم القدرة على الجري والقفز. 
ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها
علاج عجز التعلم

صعوبات التعلم عند الأطفال وعلاجها

من هم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم؟ في الحقيقة، من الصعب تحديد صعوبات التعلم، ذلك لعدة أسباب كونها متداخلة مع أعراض أخرى. لكن طبعاً الخبراء يستطيعون ذلك بمقارنة ذكاء الطفل مع عمره، بالإضافة إلى المؤشرات التي تدل على صعوبات 

في التعلم.  ويمكن أن تحدد كالتالي:

  • قبل عمر أربع سنوات
    • صعوبة في نطق الكلمات 
    • عدم القدرة على الإلتزام بالنغمة أثناء الغناء. 
    • مشكلة في تعلم الأشكال، الألوان، الحروف، الأرقام وحتى أيام الأسبوع. 
    • صعوبة على فهم الاتجاهات، أو إتباع الروتين. 
    • يواجهون مشاكل في إستخدام القلم أو المقص. 
    • صعوبة في ربط الحذاء أو إقفال الأزرار. 
  • من عمر أربع سنوات إلى تسعة
    • عسر في الربط بين الحروف وطريقة نطقها. 
    • صعوبة في الربط بين أصوات الحروف للنطق بكلمة. 
    • يمزج الكلمات ببعضها عند القراءة. 
    • يخطىء في التهجئة وحتى في القراءة. 
    • يجد صعوبة حتى في فهم المفاهيم المبسطة الأساسية مثل الجمع والطرح. 
    • يواجه صعوبة كبرى في قراءة الوقت، حيث أنه لا يتذكر ترتيب أجزاء يومه ووقته. 
    • يواجه صعوبة في تعلم أي مهارة جديدة. 
  • من عمر تسع سنوات إلى  خمسة عشر
    • يواجه صعوبة في حل العمليات الحسابية، كذلك لديه مشكلة في قراءة النصوص. 
    • يجد صعوبة في الإجابة عن أي سؤال يحتاج إلى كتابة. 
    • يبتعد عن القراءة والكتابة 
    • يكتب الكلمة ذاتها بأكثر من طريقة في نفس الموضوع. 
    • غير مرتب ومنظم. 
    • لا يندمج في مناقشة الصف ولا يعبر عن رأيه. 
    • رداءة في الخط 

ما هي أسباب صعوبات التعلم 

صعوبات التعلم عديدة ومتداخلة نلخصها بما يلي:

عيوب في تركيبة نمو المخ

في الواقع، قد تحدث بعض العيوب والأخطاء في مراحل النمو الأولى للجنين، مما يؤثر على تكوين الخلايا العصبية. هذه العيوب حسب رأي العلماء هي التي تؤدي إلى صعوبة التعلم عند الأطفال. 

عيوب وراثية

في الحقيقة، نلاحظ انتشار صعوبات التعلم عند أسر معينة، ويرجح هذا الأمر على أنه وراثي. تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون من تعثر في بعض المهارات كالقراءة أو سماع الأصوات، من المحتمل أن أحد الأبوين لديه المشكلة ذاتها.

مشاكل خلال فترة الحمل والولادة

أثبتت الدراسات أن صعوبات التعلم لدى الطفل ممكن أن ترتبط بالمرحلة التي تسبق الولادة. حيث أن الجهاز المناعي للأم يتفاعل مع الجنين وكأن جسما غريباً يهاجمه. هذا التفاعل يشكل اختلال في  نمو جهاز الجنين العصبي.

من ناحية أخرى، في أحيان كثيرة يحدث التواء للحبل السري أثناء الولادة، فيحدث نقص في الأوكسجين يصل إلى الجنين، فيؤدي بدوره إلى إعاقة عمل المخ تظهر فيما بعد كصعوبة في التعلم.

مما لا شك فيه أن التدخين وتناول المشروبات الكحولية والخمور، وتناول العقاقير والأدوية أثناء الحمل جميعها تؤدي إلى معاناة الطفل وتقوده إلى صعوبة في التعلم.

تلوث البيئة

تلوث البيئة هو من العوارض التي تؤدي إلى صعوبات التعلم بما تسببه من أضرار  تؤثر على الخلايا العصبية. بالإضافة طبعاً إلى عوامل أخرى ملوثة للبيئة كالرصاص، إحتراق البنزين، كذلك الصدأ الموجود في مواسير مياه الشرب، يمكن أن يؤدي إلى صعوبات التعلم.

ما هي طرق علاج صعوبات التعلم

في الحقيقة، وبعد أن اطلعنا على أسباب صعوبات التعلم أو عجز التعلم، يسهل علينا إيجاد العلاج لكل منها. طبعاً على أن يكون العلاج مناسب حسب كل صعوبة. مما لا شك فيه أنه بوجود المتخصصين، التربويين والأطباء النفسيين لا بد من التخفيف  من حدة الآثار المتوقعة للصعوبات التعليمية. والعلاج يأخذ مساره وفقاً للتوجيهات التالية :

تقبل الوالدين للمشكلة

في الواقع نصف العلاج يكون عند تقبل الوالدين لمشكلة أبنائهم ومساعدة المدرسة في ذلك. والبدء ببرنامج علاجي بعيد كل البعد عن الاضطرابات النفسية.

برنامج تعليمي خاص

من أبرز طرق العلاج التي تساعد الأطفال هو التخطيط لوضع برنامج تعليمي خاص حسب صعوبة كل طفل. وذلك يكون بالتعاون مع  الأهل، المدرسة والأخصائي النفسي.

التشخيص المبكر

مما لا شك فيه أن التشخيص المبكر من قبل الأخصائيين النفسيين يساعد على التعامل بشكل أفضل مع حالة الطفل، وبالتالي يخفف سوء الفهم.

 التعاون بين الأهل والمدرسة

 في الحقيقة بالتنسيق والتعاون بين الأهل والمدرسة بوضع برنامج علاجي شامل يلتزم به الجميع، يمكن أن نساعد الطفل على تخطي صعوبات التعلم بشكل بارز.

في نهاية مطافنا التربوي والعلاجي، ومن خلال مقالنا هذا ما هي صعوبات التعلم أسبابها وعلاجها استعرضنا جميع النقاط والعوامل التي تواجه الطفل ذو الصعوبة التعليمية.

اقرأ المزيد: ما هو التعلم العميق Deep Learning وما هي تطبيقاته

اقرأ أيضا :

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى