ما هو التنمر، ظاهرة أم مرض؟
التنمر أصبح يأخذ مساحة كبيرة في مجتمعنا حيث يتصدى ملاعب المدرسة، يخترق البيوت دون إستئذان. نلقاه في الشارع، في المكتبات، في الحدائق العامة يرافقنا في كل مكان.
غريب هو هذا الطابع الغالب في شخصية البعض الذين يستضعفون الآخرين ويجعلونهم عرضة للإستهزاء وللإساءة وهم يضحكون.
ما هذا السلوك العدواني الذي يقوم به البعض من إلحاق الأضرار عمداً بأشخاص من أجل السيطرة عليهم. ممكن أن يكون هدا التنمر من خلال كلام مؤذي أو لقب معين على أسم الشخص وتحويله إلى محل سخرية. التنمر هوالأمر الذي يرفضه أي عقل بشري ولا يتقبله أي مجتمع أو عرف أو دين.
كثرة حالات التنمر وإتسعت دائرته في الآونة الأخيرة نراه منتشرا بين الرفاق في المدرسة وفي المرافق العامة والنوادي الرياضية خاصة بين الفئة الشبابية، ما هو هذا التنمر؟ كيف يعرف؟ تعالوا معي لأعرفكم أكثر على هذا السلوك النمطي.
تعريف التنمر
التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة إلى فرد أو مجموعة تكون أضعف وعلى الأغلب الأضعف جسدياً إنها تتمثل في سيطرة القوي على العنصر الأضعف منه.
للتنمر أشكال مختلفة لذا قد يكون لفظي أو جسدي أو نفسي حتى إيمائي.
يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي أو الإعتداء البدني وغيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء.
يمكن تعريف التنمر بعدة طرق مختلفة فهو مؤذي ومهين ومسيء ، كل شيء يقود إلى إستغلال من هم أقل منه قدرة عن المواجهة يسمى تنمرا.
وعادة ما يستخدم في إجبار الآخرين عن طريق التخويف والتهديد.
التنمر Bullying شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو إجتماعبك أو هيمنة على ضحية تسمى بالنسبة لهم هدف.
اقرأ المزيد: أفضل طرق الحفاظ على صحة الطفل
المتنمر ممكن على الأغلب أن يكون شخصاً تعرض للتنمر من قبل الآخرين وعكست سلبا ” على نفسيته إذ أنه يثأر لنفسه من خلال إستخدام نفوذه أي تنمره على غيره الذين هم أضعف منه، أو بسبب الغيرة من هذا الشخص، أو للفت الإنتباه لهم وهذا الأخطر لأنه في هذه الحالة يكون مرضا وبحاجة إلى علاج.
التنمر ثلاثة أنواع: التنمر اللفظي، الجسدي والتنمر العاطفي.
فهو تعرض شخص على مدار الوقت إلى الإساءة أو القيام بأفعال سلبية وضارة من جانب واحد أو أكثر إلى أحد الأشخاص، لفظيا” أو جسدياً.
ممكن أن يحدث التنمر في أي مكان تتفاعل فيه البشر مع بعضها فهو في معظم طبقات المجتمع وبين جميع الفئات الإجتماعية.
أنواع التنمر
هناك العديد من الأنواع لسلوكيات التمنر منها :
التنمر اللفظي أو الخطي : يأتي مسحوبا” بعبارات نابية ومؤذية أو إستخدام القاب أو أسماء الأفرادد للنكات عليها وتحويلها إلى مسخرة، أو عبر رسوم أو عرض ملصقات مهينة ومسيئة للآخرين.
إستخدام العنف: كالتهديد بالعنف والقتل والتخويف والتهديد.
التحرش الجنسي: يعتبر سلوك سيئ وغير مرحب به وهو مزعج جداً، حيث أنه من أخطر أنواع التنمر لما يسبله من خوف وإهانة للضحية وفي كثير من الأحيان ينتج عنه ضحية.
التميز العنصري: الذي يعتمد على تمييز الناس حسب هويتهم أو عرقهم أو لونهم أو دينهم.
التسلط الألكتروني: وذلك بإستخدام التلفون أو الأنترنت للتهديد أو الإجبار.
علامات التعرض للتنمر
كيف نعرف أن الطفل تعرض للتنمر؟
توجد العديد من الإشارات والعلامات التي قد يلاحظها الأهل والمعلمين والتي تشير لهم ان الطفل تعرض للتنمر، وتساعدهم على أخذ خطوات مناسبك للعلاج ومنها :
- التغير في أطباع الطفل وتحوله إلى عدواني يفتعل المشاكل وسريع الشجار والبكاء.
- التراجع الأكاديمي حيث أنه يؤثر على عطائه وقدراته فنلاحظ الفرق في النتائج المدرسية.
- الوحدة والإنفراد حيث يتم إستبعاده عن مجموعات الصداقة في المدرسة ولا ينخرط في المشاريع مع مجموعة الصف او الرفاق.
- الشعور بالخوف وعدم الأمان في المدرسة.
- عدم الإستعداد للمشاركة الصفية بسبب صعفه وخوفه من إستهتار الآخرين.
- التغيير في أنماط النوم والأكل والدموع المتكررة.
- وجود الكدمات غير المبررة والخدوش.
- فقدان الممتلكات الخاصة أو جلبها للمنزل بصورة مدمرة.
- سرقة المال من المنزل.
- التردد في إستخدام الأنترنت وذلك في حال التعرض للتنمر الإلكتروني.
- الأضطراب بشكل واضح عند إستخدام الهاتف أو الكومبيوتر وحتى إخفاء للهاتف أو إطفاء الأجهزة عند دخول أحد إلى الغرفة.
- قضاء ساعات طويلة على الأنترنت وتلقي الرسائل والإتصالات المشبوهة.
دور المدرسة في منع التنمر
كما للمدرس دور مباشر في عملية التعلم وكما ان لها علاقة مباشرة بالتأمين على صحة طلابها، فدورها أساسي هو حماية طلابها من التنمر لأنه لا يقل اهمية عن أي أمر يخص المدرسة لا بل هو من العناصر التربوية الضرورية الوجب الإنتباه له، لا نريد أن نتغنى بالمدارس النموذجية من حيث العمارة والمنهجية والتكنولوجيا المتبعة إنما المدرسة النموذجية هي التي تتخطى كل الثغرات ومنهم التنمر.
بالإضافة إلى طرق وأساليب أخرى وجب على المدرسة وضعها بنظامها الداخلي أو كقواعد عامة لها وهي غديدة سأذكر أبرزها :
- يتوجب على المدرسة سن قوانين صارمة تمنع إيذاء أي طفل سواء بدنيا” أو معنويا”.
- يجب على المدرسة حماية كل طفل من التعرض للإيذاء داخل المدرسة لأن واجب المدرسة أن تكون بيئة أمنة وهادئه للطفل.
- على المدرسة تكثيف الرقابة داخل المدرسة عبر كاميرات مراقبة أو توكيل أشخاص لهذا الموضوع كل هذا من أجل حماية الأطفال وعدم ذعر الخوف والرعب في نفوسهم.
- التفرقة في التعبير عما يدور حول الطلاب وعدم التعدي على حقوق الآخرين والتفرقة بين إرتكاب العنف وإكتساب مهارات الدفاع عن النفس.
- تحفيز روح التعاون بين الطلاب ونشر المودة بينهم من خلال إشراكهم مع بعض في أنشطة مشتركة داخل المدرسة لتوطيد العلاقات بين أبناء أطفال المدرسة
- على المعلم أن يكون القدرة والمثل الأعلى للطالب وعليه أن يدرك خطورة الكلام المؤذي وتأثيرها على الطلاب لذا وجب إنتقاء كلامه بكل حذر.
- على المعلم أن يكون ملما” بمهارات التواصل مع طلابه من أجل حل النزاعات بين الطلاب.
- ضرورة وجود مرشد إجتماعي أو معالج نفسي في كل مدرسة من أجل معالجة الأمور الأكثر دقة والتي تحتاج تخصص.
- إقامة ندوات توعية في المدرسة بصفة مكررة لإلقاء الضوء على موضوع التنمر. وإستضافة الأهالي للمشاركة وتنويرهم. للإنتباه لخطورة هذا السلوك على أولادهم.
دور الأهل مع التنمر
للأهل دور كبير في موضوع التنمر سواء كان ولدهم متنمرا أو عرضة للتنمر في كلا الحالتين الأمر صعب وللأهل دور فعال حيث أنهم الأقرب للولد والشخص الأكثر قربة لمساندته لتخطي هذا الأمر ومنها :
- دائماً الأهل يستغربون عند معرفة أن ولدهم متنمر ويستقبل الأمر بالرفض. دور الأهل هنا أن لا يستعجلوا الأمور ويهدأوا ويسألوا عن الأسباب التي دفعت ولدهم للقيام بهذه الأمور والبدء الفوري في وضع خطط فعالة وناشطة لمساعدة ولدهم على تخطي هذه الحالة والحد من تصرفات الطفل المتتنمر والوقوف على مشكلات الطفل السلوكية.
- وجب على الأهل مناقشة الطفل والتوضيح له ان هذا السلوك غير صحيح وغير مقبول. وكذلك الشرح لهم نتائج هذا السلوك وإنعكاسه على الطفل المعرض له.
- على الأهل الإبتعاد عن وصف الطفل بالمتعدي وخاصة أمام الآخرين.
- التصرف بحذر داخل المنزل من خلتل متابعة تصرفات الطفل مع أخواته في الدرس أو اللعب لأن كل هذا إنعكاس على سلوكه في مكان ما سواء سلبا أو إيجابا.
- التحكم في ما يشاهده الأطفال من برامج تلفزيونية عنيفة فيها قتل وسخرية للذين يهزمون لأن الولد يقلد ما ليس فيه شخصية البطل بالنسبة له المسيطر الذي يعنف. لذا تواجدنا مع الولد في مشاهدة أمر مهم لتجميل وتوضيح أي مشهد بذيئ أو عنيف.
أعزائي القراء أتمنى منكم بعد قراءة مقالي هذا حول التنمر على مساعدة أي طفل بحاجة إلى دعمكم وبنفس الوقت عالجوا الموضوع بطريقة حديثة وراقية لأن المتنمر هو طفل أيضاً. لا تخفوا أو تسكتوا إذا شاهدتوا هكذا سلوك. بل ساعدوا وكونوا مرشدون إحتماعيون لبيئتكم ومحيطكم وأطفالكم. وساعدوا في حل المشكلة وليس تفاقمها.
اقرأ المزيد: كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل في المدرسة